كان يا مكان.. في قديم الزّمان جدّة طيّبة تعيش مع حفيدها الوحيد واسمه حديدان،

-أن تساعدني بصنعه.
-موافق.
شمّر حديدان عن ساعديه، أمسك مطرقة، وراح يطرق الحديد المحمّى، فصار وجهه أحمر كالطماطم.
وعندما انتهيا من صنع الفأس، حملها حديدان شاكراً، ركض إلى الجبل، احتطب.. وضع حزمة الحطب والفأس على ظهره،
ومشى صوب التّنور.
أوقد حديدان التّنور، عجن العجين، رقه، و..
عبثاً حاول صنع رغيف، فمرّة.. يصنعه ممطوطاً، ومرّة.. مثقوباً، وأحياناً كثيرة يحرقه، فيصبح أشبه بقفا طنجرة.
وقف حديدان مستسلماً، مسح عرقه، تذكّر دفعه للرغيف، قال:
-ما أغباني.. حسبت الأمر سهلاً، ما العمل.. كيف سأرضي جدّتي؟
شعر بيد تمسح على شعره، التفت.. رأى جدّته، مبتسمة، تقول:
-أظنّك قد تعلّمت درساً مفيداً، لقد رضيت عنك، تعال ساعدني، لأخبز لك رغيفاً مدوَّراً يشبه القمر